حذر خبراء ومختصون من مخاطر الانتشار الهائل لدخان "النرجيلة" في المجتمع الفلسطيني، الذي ينعكس بصورة مباشرة على صحة المواطنين اضافة الى المصاريف الكبيرة.
وكشف وزير الصحة الأسبق د.فتحي أبو مغلي لـ "حياة وسوق" ان مجموع ما تنفقه السلطة الوطنية على شراء أنواع الدخان المتعددة وما تنفقه على علاج آثار التدخين تصل الى 280 مليون دولار سنويا حسب الاحصائيات الرسمية لعام 2008.
وبخصوص مخاطر تدخين النرجيلة قال أبو مغلي: "لا تقل مخاطر تدخين النرجيلة عن مخاطر تدخين السجائر بل ان مخاطر تدخين النرجيلة أكبر، فهي بالاضافة لكونها عاملا رئيسيا في التسبب بأمراض القلب والشرايين والسرطان والرئتين تسبب أذى أكبر على الرئتين من السيجارة العادية".
واضاف: "تدخين النرجيلة بالمعسل بدل الدخان (التنباك) يضاعف من الآثار الجانبية للتدخين، فمادة الغليسيرين لها أضرار عديدة عامة على الجسم عند احتراقها وتحولها لغازات سامة ومسرطنة".
وفيما يتعلق بالإحصائيات حول ما ينفق من أموال فالأرقام المتوفرة تشمل ما ينفق على التدخين بكل اشكاله من سجائر ونرجيلة وسيجار وغليون فالضرر واحد على الصحة وجيب المواطن، حيث تشير الاحصائيات المتوفرة ان فلسطين تنفق على الدخان (احصائية 2008) 180 مليون دولار كما ينفق على علاج الأمراض الناتجة عن التدخين 100 مليون دولار أي اننا ننفق على التدخين ونتائجه 280 مليون دولار اضافة الى الوقت الضائع الذي يهدر خلال التدخين خاصة تدخين النرجيلة.
ووفقا للدكتورة انسام صوالحة الخبيرة المختصة في السموم في جامعة النجاح، فان تدخين السجائر وحرق التبغ ينتج عنه نحو 50 مادة مسرطنة تؤدي الى الاصابة بأمراض السرطان في جسم الانسان، موضحة انها لم تجر بعد دراسات وأبحاث عن مخاطر النرجيلة.
من جانبه أكد مدير دائرة صحة البيئة في وزارة الصحة ابراهيم عطية ان مخاطر تدخين النرجيلة تكون مضاعفة مقارنة مع تدخين السجائر، مشيرا الى ان هذه المخاطر ناتجة بالأساس عن اضافة مواد السكر والألوان والنكهات الى التبغ بأنواعه المختلفة ما يضاعف حجم المخاطر الصحية بعكس الانطباع السائد بأن تدخين النرجيلة أقل ضررا من تدخين السجائر.
واشار الى ان التهديدات من وراء التدخين تستهدف الرئة والبلعوم والشرايين والمعدة، وهذه الأجزاء تكون مستهدفة في حال تدخين النرجيلة والمخاطر تكون أكبر.
واوضح ان اللجنة الوطنية لتطبيق قانون مكافحة التدخين الذي سن عام 2005 تعمل لتنفيذ سلسلة أنشطة في هذا المجال بهدف توعية المواطنين حول مخاطر التدخين والسعي لتطبيق القانون ومنع كافة أشكال ترويجه. وموضوع النرجيلة كان أحد المواضيع الرئيسية التي جرى مناقشتها اواخر الشهر الماضي في مؤتمر متخصص عقد من قبل المعهد التابع لجامعة نيويورك في أبو ظبي بالتعاون مع مجموعة البحث للحد من التدخين في الجامعة الأمريكية في بيروت، والمركز السوري لأبحاث التدخين. وهدف المؤتمر الى الاطلاع على مستجدات البحوث الخاصة بتدخين النرجيلة (الشيشة) ومضارها الصحية والاجتماعية والاقتصادية. وأتاح المؤتمر للباحثين في مجال استخدام النرجيلة التشاور والتخطيط لدراسات مستقبلية من خلال التعاون المشترك، ورفع مستوى الوعي المجتمعي حول مضار تدخين النرجيلة. وضم المؤتمر إلى جانب ورش العمل والمحاضرات، حلقات عمل للمختصين للعمل على رفع توصيات للحد من انتشار هذا الوباء، واقتراح القيام بأبحاث ينبثق عنها سياسات صحية. وسيقوم الدكتور الياس انطون ضبيط أستاذ الاحصاء في كلية العلوم بالجامعة العربية الامريكية في جنين بتنفيذ أول بحث شامل حول تدخين النرجيلة في فلسطين. وقال المشاركون في المؤتمر الذي عقد في أبو ظبي ان تدخين الشيشة أصبح وباء عالميا، لا سيما بين الشباب، مؤكدين ان تدخين النرجيلة ضار بالصحة ويسبب الإدمان، كما ان التدخين السلبي للنرجيلة ضار لكل من يتعرض له وبالذات الأطفال وغيرهم من الأفراد الذين يسهل جذبهم للتدخين. وشدد المشاركون على أهمية وجوب تسخير التعليم، ووسائل الإعلام، وغيرها من الطرق فورا لنشر الوعي حول مخاطر تدخين النرجيلة، والتركيز على اضعاف جاذبيتها وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تقول أن مرور الدخان من خلال المياه هو عملية تنقية لمضارها.
كما طالبوا بوضع السياسات الرامية إلى وقف الانتشار العالمي لتدخين الشيشة في مصاف أولويات الصحة العامة الملحة، خصوصا دعم وتقييم البرامج التي تمنع بدء استخدامها لدى الشباب وكذلك تشجيع الإقلاع عن تدخينها، وأهمية إدراج حظر منتجات تبغ النرجيلة ذات النكهة ضمن أولويات السياسات الصحية، وإدراج تدخين النرجيلة ضمن لوائح الهواء الداخلي النظيف. واكدوا أيضا وجوب أن تتضمن أولويات السياسات الصحية بالإضافة إلى ما سبق ذكره، ملصقات تحذيرية أكثر فعالية، وزيادة الضرائب، وتقييد وصول النرجيلة إلى الشباب، ومنع الإعلان والتسويق للشيشة ومنتجاتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق