أكد مصدر في مؤسسة الأزهر أن المؤسسة تبذل جهودها منذ ليلة الجمعة، وتجري اتصالاتها بالسلطات من أجل ضبط النفس وتأمين خروج المعتصمين من مسجد الفتح، كما طالب المصدر المعتصمين بالتعاون مع القوات لتأمين خروجهم سالمين وعدم إصرارهم على البقاء في المسجد لأن المساجد لله ولا يجوز أن تكون محلا للاعتصامات.
إلى ذلك، دعا الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، جموع الشعب المصري إلى الوقوف صفاً واحداً ضد دائرة العنف، التي أطلت برأسها على مصر، مشدداً على أن ما يحدث في شوارع مصر، من إزهاق للأرواح وإحراق للمنازل ولمؤسسات الدولة واعتداء على دور العبادة، من الكبائر التي نهى الشرع عنها، وشدد مفتي الجمهورية على أن حمل السلاح في التظاهرات، أياً كان نوعه، حرام شرعاً، وينفي عنها سلميتها ويوقع حامله في إثم عظيم.
وقال إن حمل السلاح به مظنة القتل وإهلاك الأنفس التي توعد الله فاعلها بأعظم العقوبة وأغلظها، وطالب المفتي الأجهزة المعنية بالضرب بيد القانون لمن يسعى لترويع الآمنين أو يعتدي على المنشآت العامة والخاصة.
واستنكر مفتي الجمهورية، بشدة، في تصريحات صحافية صباح اليوم السبت، الاستهانة بالدماء التي سالت على مدار الأيام الماضية، مذكراً بأن زوال الكعبة نفسها التي لا يقدس المسلمون على الأرض بقعة أكثر منها أهون عند الله، سبحانه وتعالى، من زوال نفس عبده المؤمن.
نفق خطير
ولفت مفتي الجمهورية إلى أن إسالة الدماء المتكررة ستقود مصر إلى نفق خطير لا يعلم نهايته إلا الله، جل وعلا، مشدداً على ضرورة أن يكون المصري حريصاً على ألا تلوث يده بدم أي نفس بشرية بغير حق، داعياً إلى ضرورة مواصلة الجهود للخروج من دائرة العنف والوصول إلى حلول سياسية سلمية، حتى وإن صعبت الفرص وتعثرت المسارات حماية لأرواح المصريين وحفاظاً على السلم الاجتماعي.كما استنكر فضيلته، بشدة، الزج بورقة الطائفية المقيتة في الأزمة السياسية الراهنة، بهدف تقويض قيم العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد، مؤكداً أن أي محاولة للعب بورقة الطائفية لن تفلح، داعياً المصريين جميعاً إلى تفويت الفرصة على هؤلاء المغرضين.
وطالب المفتي بضرورة أن ندرك طبيعة المرحلة الحساسة التي يمر بها الوطن، والتي تستوجب الالتفاف حول مؤسسات الدولة ولم الشمل والتوحد ونبذ الشقاق، وأهاب المفتي كذلك بالشعب المصري ألا ينجرف وراء الشائعات التي تشحن الأطراف المختلفة كل تجاه الآخر، داعياً الله، عز وجل، أن يجنب مصر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق