كشفت مصادر مطلعة عن كواليس خطة فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وإجراءات التمويه التي نفذتها وزارة الداخلية، قبل عملية فض الاعتصامين، وبدأت بتحريك موكب اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، خاليا، إلى منزله بمدينة نصر، فيما كان هو يتابع بمكتبه الاستعدادات الأخيرة للقوات وجاهزيتها، بعد أن ظل الضباط في قطاعات الأمن المركزى في تدريبات، لمدة 8 أيام متواصلة.
وقالت مصادر مطلعة، في تصريحات، لـ«المصرى اليوم»، إن معسكرات الفتح وناصر وأبوبكر الصديق وأحمد شوقى والدَّرَّاسة رفعت، في الواحدة صباحا، حالة الطوارئ، استعدادًا لـ«ساعة الصفر»، كما أعلنت حالة الاستنفار القصوى بين وحدات القوات المسلحة، وبدأت العملية بتحريك معدات القوات المسلحة، لإزالة المتاريس والحواجز الأسمنتية التي أنشأها أنصار مرسي.
وأضافت المصادر أنه تم الدفع بـ8 من رجال سلاح المظلات، في محاولة لإحداث تشويش على أجهزة البث المباشر في منطقة رابعة العدوية، والذي يعتبر بمثابة إشارة لبدء الاقتحام، مشيرة إلى أنه في الخامسة صباحا شهدت الشوارع المحيطة بـ«رابعة العدوية» توافد معدات وكساحات من القوات المسلحة، كما تم وضع أسلاك شائكة في شوارع الجيزة، بالقرب من اعتصام النهضة.
وأشارت إلى أنه في سرية تامة تحركت تشكيلات الأمن المركزى وقوات فض الشغب، من معسكراتها بالقاهرة والجيزة، بعد التأكد من جاهزية المعدات للتعامل مع أي مخاطر قد تصدر مع بداية عملية الحصار، وكانت هناك متابعة دقيقة من جانب اللواء أسامة الصغير، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، واللواء أشرف عبدالله، مساعد الوزير لقطاع الأمن المركزى.
وتابعت: «تمت عملية الانتشار، وفي الرابعة و45 دقيقة، صدرت تعليمات على أجهزة اللاسلكي من (م1)، وهو مدير أمن القاهرة، بمنع أي مكالمات على اللاسلكي إلا في حالة الضرورة، والاكتفاء بالمحادثات الهاتفية، بسبب سرقة جماعة الإخوان أجهزة لاسلكي، خاصة بالوزارة، وظهر في الخطة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع، تحت كود (600)، وحراسته ظهرت في الخطة تحت اسم (خيالة 1)، وأنه وصل إلى مقر وزارة الدفاع، في الخامسة فجرا، وبعدها بدأت القوات في التحرك إلى مقري الاعتصامين، ونجحت قوات الشرطة، المدعومة بالبلدوزرات واللوادر، في إزالة الحواجز والكتل الحجرية والخرسانية التى نصبها المعتصمون في طريق النصر، مع السماح بممر آمن، لخروج النساء والأطفال ومن هم غير مطلوبين للنيابة العامة».
ولفتت إلى أن قيادات وزارة الداخلية أصرت على الدفع بتشكيلات فض الشغب، مصحوبة بقوات من العمليات الخاصة من داخل القطاع ترافقها قوات من الجيش، خاصة سلاح المهندسين العسكريين في محيط الاعتصامين، لتنفيذ إجراءات فرض الحصار على المعتصمين، الرافضين المغادرة، مشيرة إلى الحصار عن بُعد، مع التقدم إلى أماكن التجمعات عن طريق «وثبات تقدمية» للقوات، لتضييق الخناق على المعتصمين، وتولى سلاح المهندسين العسكريين إزالة الدُشم والحواجز الأسمنتية التى شيدها المعتصمون.
واستطردت: «بمجرد انتظام القوات، ومحاصرتها الاعتصامين، أخطرت المعتصمين بأن هناك منفذا واحدا لخروج الراغبين في المغادرة، وتم تحديده بـ(مدخل شارع النصر)، في مدينة نصر، بالنسبة لاعتصام (رابعة)، وطريق (الجامعة)، المؤدي لميدان الجيزة، بالنسبة لاعتصام (النهضة)، إلا أنهم رفضوا واعتدوا على القوات، كما رفضوا ركوب حافلات خصصت لنقل الراغبين في المغادرة من الاعتصامين، دون ملاحقة أمنية، فوقعت المواجهة مباشرة».
وكشفت المصادر عن أنه تم تغيير ميعاد التنفيذ 3 مرات، لـ«دواع أمنية»، رغم اتخاذ جميع الاستعدادات، المتمثلة في تجهيز القوات، وتوزيع الدروع الواقية من الرصاص والبدل الواقية الحديثة التي تغطى الجسم بأكمله، وتجهيز المدرعات والأوناش التي سيتم استخدامها في إزالة الحواجز.
افادت "بوابة الأهرام" أنها علمت من بعض شباب جماعة
"الإخوان المسلمين"، أن الجماعة اتخذت قرارا في الرابعة من عصر اليوم
الأربعاء بفض الاعتصامات وعدم التصدي لقوات الأمن التي تهاجم المعتصمين
بميدان رابعة العدوية.
ووفقا لمصادر "بوابة الأهرام"، عللت الجماعة قرارها بفض الاعتصام حرصا على شباب الجماعة وأعضائها وأنصار الرئيس السابق.
وأثار قرار فض الاعتصام حالة من الارتباك بين المعتصمين في
رابعة العدوية حيث رفض البعض فض الاعتصام، وذلك لكون الفض يعني من وجهة
نظرهم هزيمة أمام الانقلابيين على حد وصفهم.
هذا فيما ينتشر حاليا المئات من أنصار الرئيس السابق القادمين
من المحافظات المختلفة على الأرصفة في محيط رابعة العدوية وبمناطق عديدة من
مدينة نصر لا يعرفون إلى أين يتوجهون بعد فض الاعتصام في ظل حالة حظر
التجوال وعدم توافر وسائل مواصلات لنقلهم.
وتابعت نوه أحد المواطنين إلى أن الجماعة لم توفر لهم وسائل
لنقلهم للمحافظات التي جاءوا منها، مشيرا إلى أنه لا يعرفون أين سيبيتون
ليلتهم.
وبحسب الاهرام أعرب العديد منهم عن خشيته من قيام قوات الأمن
بقتلهم أو القبض عليهم بحجة كسرهم لحظر التجوال، موضحا أنه لذلك قرروا
الانتظار في مواقعهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا على حد قولهم.
ويشار إلى أن هذه المجموعات المنتشرة على الأرصفة حول ميدان
رابعة العدوية وفي مدينة نصر غير مقتصرة على الرجال والشباب وإنما تضم
أعدادا كبيرة من النساء والأطفال كما أن بعضهم معه جثث ذويهم الذين قتلوا
أثناء فض الاعتصام.
وفي هذا السياق، يحاول عدد من شباب الإخوان بالتعاون مع شباب
آخرين من تيارات سياسية أخرى توفير أماكن لاستضافة هذه المجموعات حتى صباح
الغد لتمكينهم من العودة لمحافظاتهم وقراهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق